للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانتصر في ذلك المجمع القائلون بألوهية المسيح، وهو مذهب بولس، واعتنقت الدولة الرومانية المسيطرة في ذلك الزمان ذلك المذهب مما أتاح لهذه الفرقة الدعم القوي والبقاء والانتصار على جميع الطوائف الأخرى التي اندثرت بعد ذلك بسبب شدة الكنيسة البولسية على مخالفيها، وصار بعد ذلك جُلَّ النصارى يجمعون على القول بألوهية المسيح وأنه نزل ليصلب تكفيراً لخطيئة آدم عليه السلام، واعتبار أن الأناجيل الأربعة متى - مرقص - لوقا -يوحنا وبقية العهد الجديد مع العهد القديم هي الكتب المقدسة، ويختلفون في أمورٍ أخرى متعلقة بتلك العقائد أو غيرها من التشريعات. وينقسمون إلى طوائف عدة:

أولاً: القائلون بالطبيعة الواحدة للمسيح.

هم من أخذ بقرار مجمع أفسس السابق ١ وهم الأقباط ٢واليعاقبة ٣ والأرمن٤والأحباش.


١ انظر ص ٢٢٨.
٢ الأقباط: الآن هم نصارى مصر، وهم أكثر نصارى العرب عدداً ويفترقون الآن إلى ثلاث فرق، فرقة على القول بالطبيعة الواحدة، ويسمون الأقباط الأرثوذكس، وفرقة تركت هذا القول ووافقت الكاثوليك على قولهم بالطبيعتين، ويسمون الأقباط الكاثوليك وفرقة وهي أقل عدداً أخذوا بقول البروتستانت. انظر المنجد في الأعلام ص ٥٤٤. المسيحية في العالم العربي ص ١١٤.
٣ اليعاقبة: هم النصارى السريان وجلهم في العراق وسوريا، ويفترقون إلى ثلاث فرقٍ كالتي يفترق إليها الأقباط.
٤ الأرمن: هم جاليات قدمت من أرمينية شرق آسيا الصغرى واستوطنت بلاد الرها وأنطاكية، ومنهم جاليات في الشام وينقسمون إلى ثلاث فرق كالتي يفترق إليها الأقباط واليعاقبة. انظر: المسيحية في العالم العربي ص ١١٢.

<<  <   >  >>