للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له القسيس: ذلك المكان الذي كنا فيه مثل النصرانية ظلمة، وهذا الذي نحن فيه مثل الإسلام نور، وأنت تريد أن تترك النور وتذهب إلى الظلمة، وأنا أخوك مسلم أخفي إسلامي، ولكن اذهب واحذر أن تترك النور إلى الظلمة.

فأنقذ الله ذلك الشاب بهذا المثال الذي يعبر عن حقيقة الديانة النصرانية، التي هي ظلمات بعضها فوق بعض، ثم يحاول بعد ذلك أهلها أن يروجوها على المسلمين.

إلا أنه من الواجب التحذير بأن الجهل الذي تعيشه كثير من الشعوب الإسلامية، وأعني به الجهل بالدين، هو أكبر مطية للمنصرين وأعظم معين لهم في تحقيق أهدافهم في المسلمين، لا سمح الله، أما المرض والنكبات من حروب، أو زلازل، أو مجاعات ونحوها فلا تحقق لهم أهدافهم إلا إذا رافقها الجهل بالإسلام، فعند ذلك يجد المنصرون مجالاً للتأثير على المسلم، بقلب الحقائق له: بتشويه الإسلام وتزيين النصرانية بالمساحيق الخداعة الكاذبة التي تخفي وثنيتها وفسادها.

ومن هنا يتبين أهمية العلم - أعني العلم الشرعي - وتوعية الشعوب الإسلامية بحقيقة الإسلام وسموه وعظمته وعظيم الجزاء من الله عليه في الآخرة بالنجاة من النيران والفوز بالرضوان، إذا فعلنا ذلك نكون حصنا الشعوب الإسلامية بالدرع الواقي من كل دعوة فاسدة مبطلة، بل أعطيناها أيضاً السلاح الذي به تستطيع أن ترد على وسوسة المنصرين ووثنيتهم وتنتصر عليهم بإذن الله.

وليتق الله حكام وولاة أمور المسلمين في شعوبهم، فيضعوا لهم المناهج التي

<<  <   >  >>