للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عز وجل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَكُم مُتّبَعُونَ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِى الْمَدَآئِنِ حَاشِرِين إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُون وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُون وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ فَأَخْرَجْناَهُم مِن جنَّاَتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقاَمٍ كَرِيمٍ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِى إِسْرَائِيل فأَتَبَعُوهُم مُّشرِقِينَ فَلمَّا تَرَاءَى الْجَمْعاَنِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاّ إِنّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِْ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْر فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَعَهُ, أَجْمَعِين ثُمَ أَغْرَقْنَا الآخَرِين} الشعراء الآيات (٥٢-٦٦) .

فأنجى الله عز وجل موسى ومن معه، وأهلك فرعون وجنوده.

ويذكر اليهود في كتابهم أن مدَّة مكثهم في مصر كانت أربعمائة وثلاثين عاماً ١، وكان عدد الرجال عند الخروج دون النساء والأطفال نحو ستمائة ألف رجلٍ ٢، وهذا عدا بني لاوي أيضاً الذين لم يحسبوهم.

وهو عدد مبالغ فيه جدا، إذ معنى ذلك أن عددهم كان وقت خروجهم بنسائهم وأطفالهم قرابة مليوني نسمة، وهي دعوى مبالغ فيها جدا ولا يمكن تصديقها، إذ أن ذلك يعني أنهم تضاعفوا خلال فترة بقائهم في مصر قرابة ثلاثين ألف ضعف، إذ كان عددهم وقت الدخول سبعين نفساً، والله عز وجل قد ذكر قول فرعون {إنَّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} ومليونا شخص لا يمكن أن يعبَّر عنهم بهذا.


١ سفر الخروج (١٢/٤٠) ، وأكثر علمائهم على أن المدة المذكورة خطأ، وأن الصواب هو ٢١٥ عاماً فقط هي كل مدة بقائهم في مصر. انظر: اليهودية والمسيحية ص٧٤، اليهودية. أحمد شلبي ص٢٦١.
٢ سفر الخروج (١٢/٣٧) .

<<  <   >  >>