للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى عليه السلام ورأى قومه يرقصون حول العجل ألقى الألواح، فتكسرت١، ثم إن الله سبحانه وتعالى فيما يذكر اليهود كتب له لوحين آخرين بدلاً عنها٢.

٣- ذكر اليهود أن موسى عليه السلام قبيل وفاته كتب التوراة، وأعطاها لحاملي التابوت، وفي هذا قالوا في سفر التثنية ٣١/٩ "وكتب موسى هذه التوراة، وسلمها للكهنة من بني لاوى حاملي تابوت عهد الرب٣، ولجميع شيوخ


١ ورد عن ابن عباس (قال: قال رسول الله ("ليس الخبر كالمعاينة إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنع قومه في العجل، فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت" أخرجه أحمد (١/٢٧١) والحاكم (٢/٣٢١) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
٢ سفر الخروج (٣٤/١) وقد ذكر القرطبي في تفسيره (٧/٢٩٣) على قول الله عز وجل {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف آية (١٥٤) عدة أقوال في هذا منها: أن موسى صام أربعين يوماً بعد أن تكسرت الألواح فردت إليه في لوحين، وقيل: إنها لما كسرت رفع ستة أسباعها وهو التفصيل وبقى السبع فقط وهو الهدى والرحمة وهو متضمن للأحكام والحدود، وقيل: إن المراد أن الألواح متضمنة للهدى والرحمة يعني أنه جمعها وفيها ما ذكر، وذكر ابن كثير في تفسيره (٢/٢٢٨) أن الألواح كانت مشتملة على التوراة، كما ذكر قولاً أخر وهو أن الألواح أعطيها موسى عليه السلام قبل التوراة، وقد جزم القرطبي في تفسيره (٧/٢٩٣) والشوكاني في فتح القدير (٢/٢٤٤) بأن الألواح هي التوراة، وهو الأرجح لأن الله عز وجل قد وصف ما كتب في الألواح بقوله {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} الأعراف (١٤٥) وهذا الوصف لا ينطبق على ما أورده اليهود في كتابهم من أن الألواح كانت متضمنة للوصايا العشر فقط، والله أعلم.
٣ التابوت من مقدسات بني إسرائيل وهو صندوق من الخشب يزعمون أن الله أمر موسى عليه السلام بصنعه على هيئة خاصة وكان بنوا إسرائيل يحملونه أمامهم في التيه ولما بنى سليمان عليه السلام بيت المقدس جعله فيما يسمونه (قدس الأقداس) وهي حجرة صغيرة يستقبلونها في الصلاة. وقد ذهبت جميع هذه المقدسات بعد تدمير الهيكل زمن غزو بختنصر. انظر: قاموس الكتاب المقدس ص ٢٠٩.

<<  <   >  >>