وتدل دراسة "البدر الطالع" للعلامة القاضي الشوكاني (١) أن الحقيقة قد صارت ملتوية لديه أيضاً بفعل هذه الدعاية، على حين أنه كان أقرب – بالنسبة إلى المساحة المكانية أيضاً – إلى موطن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومركز دعوته وحركته "نجد" من علماء الهند، ولذلك فعدم اطلاعه على مؤلفات الشيخ وأفراد أسرته وتلاميذه وأتباعه، شيء يبعث على الاستغراب.. وسوف يطلع القراء على مقتطفات من كتاب القاضي الشوكاني في الصفحات الآتية من الكتاب.
سبب تأليف هذا الكتاب: وبعد فقد وجه إلى – كاتب هذه السطور – أحد الطلاب بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أسئلة فيما يتصل بكتابات الشيخ خليل أحمد السهارنفوري والشيخ حسين أحمد المدني التي تتعرض
(١) محمد بن علي الشوكاني من كبار علماء اليمن الميمون من أهل صنعاء، ولد ونشأ باليمن وولي قضاءها ١٢٢٩هـ ومات حاكماً بها عام ١٢٥٠هـ وكان يرى تحريم التقليد، من مؤلفاته "نيل الأوطار" و"البدر الطالع" و"إتحاف الأكابر" و"فتح القدير"، (راجع البدر الطالع ج٢ ص٢١٤-٢٢٥ ونيل الوطر ج١ ص٣، والأعلام ج٧ ص ١٩٠-١٩١) .