الأساس الذي يقوم عليه الرأي الحسن أو الرأي السيء في شخص ما:
وأول شيء يجب أن نضعه في الاعتبار في هذا الصدد، أن مرد رأي حسن أو رأي سيء فيما يتعلق بشخص هو المعلومات التي يحصل عليها المرء عما يتصل به، وقد تخلف معلومات أناس مختلفين عن شخص ما فتختلف آراؤهم فيه، ويقع مثل هذا الاختلاف بين الأب وابنه، والأستاذ وتلميذه، وقد اختلف الإمام أبو حنيفة وصاحباه: الإمامان أبو يوسف ومحمد في جواز النكاح مع الصابئة وعدم جوازه، فقال الإمام بجوازه، وقال صاحباه: لا يجوز ... وقد سجلت دواوين الفقه الحنفي هذا الاختلاف.
وهذا الاختلاف الذي يدور بين الإمام الإعظم وصاحبيه يرجع إلى أن أبا حنيفة كان يرى في ضوء معلوماته واطلاعاته أن الصابئين من أمة نبي مبعوث من الله، ومن أهل الكتاب كاليهود والنصارى سواء، وقد سمح القرآن بالنكاح مع نساء أهل