الكتاب.. بينما كان صاحباه يريانهم في ضوء اطلاعهما أنهم مشركون كالمجوس وغيرهم، لأنهم يعبدون النجوم والكواكب، ولا يجوز نكاح المسلم مع المشركة.
وكذلك ما نراه من الاختلاف الشديد، بل التضارب الواضح في آراء أئمة الجرح والتعديل فيما يتصل برواة الحديث فراو واحد يصفه أحدهم بأنه ثقة عدل، على حين يصفه الآخر بأنه كذاب دجال – فإن منشأه هو اختلاف المعلومات، ليس إلا.
وربما اتفق أن عالماً جليلا وإماماً كبيراً قد أبدى في رجل ما عن رأيه الحسن المؤسس على الاعجاب والتقدير، اللذين استوجبتهما المعلومات التي بلغته عنه، ثم غير رأيه بغير ما كان يراه من ذي قبل، لأنه علم أو شاهد خلاف ما كان علمه من قبل.. وهاك ما سرده الإمام مسلم في مقدمة صحيحه من قول الإمام عبد الله بن المبارك في عبد الله بن محرر:"لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن محرر لأخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه"(١) .
على كل، فإن رأياً حسناً أو سيئاً في رجل ما يكون منشؤه
(١) مقدمة صحيح مسلم ص٢٠، طبعة الكتبة الرشيدية، بدهلي – الهند.