أما الأدعية والأذكار المشروعة فهي دائما تزكي تلك القيم الروحية والخلقية، وترسخ الجوانب الجميلة والصالحة في تربية الإنسان المسلم من لدن استيقاظه إلى ذهابه إلى النوم لتجعله أثناء ذلك وبعد ذلك عضوا سليما وصحيحا وفعالا من خير أمة أخرجت للناس، ومن أمة الوسط يتمثل فيه الخير والحب والرفق والنفع للدوائر المسؤول عنها كلها. وهكذا يحاط المسلم بكل ما يجعله يمثل حقا إنسان الرسالة السماوية الخالدة.
إن أمة الوسط هي أمة الأخلاق ولكن أي أخلاق، إنها أخلاق حضارية شاملة يعم إشعاعها الداخل والخارج، فهي لا تعرف عنصرية ولا تحيزا، ولا الكيل بمكياليْن أو مكاييل كما وقع في الحضارات البائدة وفي مجتمعات عنصرية معاصرة مثل جنوب إفريقيا، وكما هو واقع الآن في جل المجتمعات الغربية التي فضحتها ممارسات غير أخلاقية غلبت التطبع الذي كان واجهة لا تعبر عن حقيقة ما وراءها. وقد شهدت أخلاق القوم هناك تراجعا وتدهورا تجاه الآخرين ولا سيما المسلمون.