للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الأمة الإسلامية خوطبت بآيات قرآنية عظيمة تحدد لها رسالتها في ظل الإسلام بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (١) .

كأنه قال: " أنتم خير أمة في الوجود الآن لأن جميع الأمم غلب عليها الفساد فلا يعرف فيها المعروف ولا ينكر فيها المنكر، وليست على الإيمان الذي يزع أهله عن الشر ويصرفهم إلى الخير، وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله إيمانا صحيحا يعكس أثره في العمل، وحينئذ تكون كان تامة".

وقيل ناقصة:" أي كنتم في علم الله وفي اللوح المحفوظ أو كنتم في الأمم السابقة كما في كتبها المبشرة بكم خير أمة أخرجت للناس ".

ومهما يكن التقدير فإن أمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس، وقد استحقت هذه الخيرية بالمزايا الثلاث المذكورة، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستمرار على الإيمان بالله والاعتصام جميعا بحبل الله. (٢)


(١) آل عمران الآية ١١٠.
(٢) المنار - ٥٧ / ٤ ٥٨.

<<  <   >  >>