للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن كانت هذه الأمة بهذه المكانة والمنزلة التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - لها فعليها أن تحقق ذلك من ذاتها ونفسها كما جاء في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . (١) وهذا التعبير أجمل وأوفى بالمراد كما تقول: ليكن لي منك صديق. وفيه ما فيه من الحث على العمل وبذل الجهد وإحسان الاتباع حتى تستحق جماعة المؤمنين بهذا الدين أن تحظى بشرف تلك المكانة والمنزلة قبل التمكين لها، وذلك بالدعوة إلى الخير وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر في دائرة جماعتها، تتبادل فيما بينها التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وبعد التمكين لها في القيام برسالتها داخل مجتمعها محافظة على الميزات الثلاث التي أهَّلَتها لتكونَ أمّةَ الخير تدعو إلى الخير، وهل هناك خير وأعظم من الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٢) ، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣) فهو الدين الذي رضيه الله لنا وأمرنا أن نتمسك به ولا نموت إلا


(١) آل عمران: ١٠٤.
(٢) آل عمران: ١٩.
(٣) آل عمران: ٨٥.

<<  <   >  >>