للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن قول القفال الذي نقله الرازي مخالف لقوله -تعالى- في سورة الحج في وصف المؤمنين بعد الإذن لهم بقتال المعتدين عليهم: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} (١) فجعل - سبحانه وتعالى - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوصافهم بعد التمكين في الأرض وذلك لا يكون بالجهاد، بل بعده (٢) .

ومن أجمل وأعظم ما ورد في هذه الآية كما سبقت الإشارة التبشيرُ بخيرية هذه الأمة بشرط أن تجاهد نفسها على الإيمان بالحق والعمل به والسير على هداه والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وبكل ما هو حسن وأحسن، والصبر على ذلك. وهذا يعني البحث عن أنجح الوسائل وأجمل الطرق وأجدى الأساليب وأقوم الخطاب الذي يقدم من خلال القدوة الحسنة والأسوة الخيرة تبشيرا بالخير وترغيبا فيه، وهو أي الخير:" ما يرغب فيه الكل كالعقل مثلا والعدل والفضل والشيء النافع، وهو خير مطلق مرغوب فيه من كل أحد وعند كل أحد " (٣) .


(١) الحج: ٤١.
(٢) المنار ٤ / ٦١ - ٦٢.
(٣) مفردات الراغب.

<<  <   >  >>