قلت: اختلف في رواية سعيد عن أبي مسعود البدري، فذكر ابن سعد في طبقاته عن سعيد بن جبير قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال: "يا غلام أو يا غليم إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام فصلّ بعدها ركعتين وأطل القراءة". وقد أورد البخاري هذا الحديث في تاريخه الصغير وقال: "ولا أحسبه حفظه لأن سعيد بن جبير لم يدرك أيام علي - رضي الله عنه -، ومات أبو مسعود أيام علي". والظاهر أن الخلاف في لقي سعيد لأبي مسعود يعود إلى اختلافهم في وفاة أبي مسعود البدري - رضي الله عنه -، فالواقدي ذكر أنه توفي في خلافة معاوية، في حين ذكر خليفة ابن خياط أنه مات قبل سنة أربعين، وفي الوقت نفسه رجّح المدائني أنه مات سنة أربعين، وهذا ما ذهب إليه الربعي. ولكن ابن حجر رجّح أن وفاته كانت بعد الأربعين. ومهما يكن من أمر فقد حكم الذهبي على رواية سعيد عن أبي مسعود بالإرسال وتابعه على ذلك ابن حجر والله أعلم. ومن المعلوم أن سعيداً مات سنة ٩٥هـ، وله من العمر تسعة وأربعون عاماً كما قاله البخاري، فيكون على ذلك قد ولد سنة ٤٦هـ، وهذا يؤيد ما ذهب إليه البخاري. والله أعلم. انظر: طبقات ابن سعد ٦/٢٥٦، التاريخ الصغير٥٩، الجرح والتعديل ٢/١/٩، المراسيل لابن أبي حاتم ٤٧٨، جامع التحصيل ٢/٣٩٨، تقريب التهذيب ١٢٠، تهذيب التهذيب ٤/١٣. ٢ عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود البدري مشهور بكنيته رجّح ابن حجر أنه مات بعد سنة ٤٠هـ/ع. انظر: تقريب التهذيب ٢٤١، الإصابة ٢/ القسم الأول/٤٩١. ٣ تقدم الكلام على الحديث وتخريجه في هامش رقم ١.