٢ حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة، ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بآخره، مات سنة ١٦٧هـ. وظاهر هذا النص يتضمن الأمر - أو النصح - من يحيى بن معين إلى عباس النرسي بترك الرواية عن حماد بن سلمة. وقد تتبعت ما قيل في حماد بن سلمة، ولم أقف على هذا القول في المصادر المذكورة، وحماد محدث جليل متفق على إمامته، روى عنه الأكابر كشعبة وسفيان وهما أكبر منه. انظر: حلية الأولياء ٦/٢٤٩، العبر ١/٢٤٨، ميزان الاعتدال ١/٥٩٠، تذكرة الحفاظ ١/٢٠٢، تهذيب التهذيب ٣/١١، تذكرة الحفاظ للسيوطي٨٧، تقريب التهذيب ٨٢. ٣ عباد بن صهيب البصري من التابعين الصغار، روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وعنه من لا يفهم العلم، كذا قال أبو حاتم. مات سنة ٢١٢هـ، قاله البخاري. قال أبو حاتم: كانت القدرية تنتحله، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: تركنا حديثه قبل أن يموت بعشرين سنة، وقال البخاري والنسائي: "متروك"، وقال الجوزجاني: "كان غالياً في بدعته مخاصماً بأباطيله"، وقال أحمد: "ما كان بصاحب كذب"، وقال ابن عدي: "الضعف بين على حديثه ومع ذلك يكتب حديثه". أما ابن حبان فقال: "روى عنه العراقيون، كان قدرياً داعية إلى القدر، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع". وقال الذهبي: "أحد المتروكين وكذا قال الحافظ ابن حجر". قلت: وبناء على ما تقدم نرى أن أبا داود - رحمه الله - لم يحالفه الصواب في قوله: أن عباداً كان صدوقاً، ولم أر من تابعه على ذلك إلاّ في رواية عن ابن معين أنه قال: ثبت، وقد وصفها ابن عدي بالشذوذ والحق أنها شاذة حيث لم يرد فيه أدنى توثيق فكيف يُثبَّت عند ابن معين، بل إن ما جاء عن ابن معين يخالف هذا قال ابن معين: كان من الحديث بمكان، إلا أن الله يرفع من يشاء ويضع من يشاء. وعليه فإن هذا الراوي متروك الحديث، والله أعلم. انظر: الجرح والتعديل ٣/١/٨١، الشجرة في أحوال الرجال ص ١١، مجروحي ابن حبان ٢/١٦٤، ضعفاء العقيلي ٢/٢٧٥، الكامل في ضعفاء الرجال ٢/٢/١٤.