للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا التعبير - على الرغم من قدرته العلمية وخاصة في هذا الفن - أعني نقد الرواة ومروياتهم - ولقد أطلق عليه بعضهم لقب الحافظ١.

والواقع أنني قمت بالبحث في كتب الرجال، وبطون الكتب التي يُظن أن تذكر عنه شيئاً، ولكني لم أجد شيئاً يمكن أن يصور لنا شخصية الرجل اللهم إلا بعض العبارات النادرة والمتناثرة في بطون الكتب كقولهم أبو عبيد الآجرّي الحافظ، وقولهم: صاحب أبي داود٢. مع أنني لمست منه قدرة علمية كبيرة في علم الحديث، ولا أعرف لم أكتنف الغموض حياة هذا الرجل مع أن كتب التراجم بأنواعها ترجمت لأناس هم دونه في المنزل بكثير بل ولا مقارنة ولعل أولى الكتب بذكره هو تاريخ بغداد، لأن الآجرّي إما أن يكون منسوباً لدرب الآجر وهي محلة ببغداد، أو إلى عمل الآجر وبيعه، إلى جانب أنه كان ملازماً لأبي داود، ومعلوم أن أبا داود سكن بغداد مدة من الزمن.

وعلى أية حال فسأحاول جاهداً إعطاء القارئ صورة واضحة المعالم بعض الشيء بناء على ما تمكنت من استنتاجه من خلال تحقيقي ودراستي لكتابه السؤلاات وعلى ما وجدته من بعض العبارات بشأنه راجياً من الله أن أوفق في ذلك.

نسبته ووفاته:

هو أبو عبيد مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الآجرّي٣ البصري٤ صاحب أبي داود السجستاني، أحد علماء القرن الثالث الهجري، والظاهر أن حياته أدركت


١ كذا قال المزي في تهذيب الكمال ٣/ ١٣٣، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٩/ ٤٦، في ذكرهما لتلاميذ أببي داود - رحمه الله -.
٢ تهذيب الكمال ٣/ ١٣٣.
٣ جاء في تعليق الشيخ محمود عبد الوهاب فايد في تحقيقه لكتاب الخلاصة أن الآجري هذا هو أبو بكر محمد بن الحسين، وهو وهم يحسن التنبه له. الخلاصة ١/ ٤٠٨.
٤ كذا في تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢٢٥.

<<  <   >  >>