للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانَ سُفْيَان يتكلم فِي عَبْد الحميد بْن جَعْفَر١ لخروجه مَعَ محمد ابن عَبْد اللَّهِ بْن حسن٢ وَسُفْيَان يقول: "وإن مَرَّ بك المَهْدِي٣ وأَنت فِي الْبَيْت فلا تخرج إِلَيْهِ حَتَّى يجتمع النَّاس". وذكر سُفْيَان صِفِّين٤ فَقَالَ: "ما أدري أخطأوا أم أصابوا، وَكَانَ سفيانُ فِي ذي٥


١ عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري الأوسي أبو الفضل، ويقال أبو حفص صدوق رمي بالقدر وربما وهم، مات سنة ١٥٣هـ/ م ٤. انظر: الجرح والتعديل ٣/١/١٠، ميزان الاعتدال ٢/٥٣٩، تهذيب التهذيب ٦/١١١، تقريب التهذيب ١٩٦.
٢ محمد بن عبد الله الهاشمي، يلقب بالنفس الزكية، توفي سنة ١٤٥هـ، وكان قد خرج على المنصور بالمدينة فقتل.
انظر: مقاتل الطالبين ٢٦٠، العبر ١/ ١٩٨، ميزان الاعتدال ٣/٥٩١، تهذيب التهذيب ٩/٢٥٢، تقريب التهذيب ٣٠٤.
٣ يشير بذلك إلى ظهور المهدي المنتظر قبل قيام الساعة. وفيه أن الثوري - رحمه الله - يرى اعتزال الفتنة، لما يترتب على ذلك من تفريق بين المسلمين.
٤ موضع بالقرب من الرقة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وفيه وقعت المعركة المشهورة بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما عام ٣٧هـ.
انظر: كتاب وقعة صفين، معجم البلدان ٤/٤١٤.
٥ الظاهر أنه يعني قضية خروج إبراهيم ومحمد ابني عبد الله بن حسن على المنصور، فنرى أن سفيان - رحمه الله - قد أظهر استياءه لخروجهما لأن مثل هذا يشق عصا الطاعة ويفرق المسلمين، في حين أن شعبة خالفه في موقفه.
وذكر الأزدي أن بعض أصحاب شعبة قالوا: إن شعبة قال لهم: أنا جبان عن الخروج ولكن دعوني أكتب لكم الأخبار.
وقد مال بعض الأئمة إلى تأييد إبراهيم ومحمد، كأبي حنيفة النعمان حيث كان يجاهر ويأمر بالخروج. ويؤيده ما روي عن الأعمش أنه قال: "لو كنت بصيراً لخرجت، فما يقعدكم عن الخروج". وزعم أبو الفرج الأصبهاني أن شعبة ويزيد بن هارون وهشيم بن بشير خرجوا مع من خرج مع إبراهيم.
انظر: تاريخ الموصل ١/ ١٨٨، مقاتل الطالبين ٣٦١، ٣٦٦، ٣٧٧.

<<  <   >  >>