للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ساجد" ١"٢. "ولهذا لم يجئ هذا الاسم الباطن كقوله: "وأنت الباطن، فليس دونك شيء " إلا مقروناً بالاسم الظاهر الذي فيه ظهوره، وعلوه، فلا يكون شيء فوقه؛ لأن مجموع الاسمين يدلان على الإحاطة، والسعة، وأنه الظاهر، فلا شيء فوقه، والباطن، فلا شيء دونه"٣.

"فأولية الله عز وجل سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه، فأوليته سبقه لكل شيء، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته – سبحانه – فوقيته، وعلوه على كل شيء. ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء ما علا منه، وأحاط بباطنه، وبطونه – سبحانه – إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون، وهذا لون، فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانية، ومكانية ... "٤. الزمانية في قوله: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} ، والمكانية في قوله: {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ، ثم أكد تمام الإحاطة في آخر الآية: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .

وقوله: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: ٢] ،

وقوله: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ: ٢] ،

وقوله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي


١ رواه مسلم (٤٨٢) .
٢ بيان تلبيس الجهمية (٢/٢٢٣) .
٣ المصدر السابق (٢/٢٢٠ – ٢٢١) .
٤ طريق الهجرتين (ص: ٥٠ – ٥١) .

<<  <   >  >>