للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الثالثة: طائفة من أهل الكلام، والتصوف، وهم الذين يقولون: "إن الله بذاته فوق العالم، وهو بذاته في كل مكان"١.

والجواب عليهم مفصل في موضعه، فإنه قول باطل يلزم عليه لوازم فاسدة ينزه الله عنها٢.

وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: ٤] ،

وقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: ٧] ،

وقوله: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠] ،

وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: ٤٦] ،

وقوله: {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨] ،

وقوله: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦] ،

وقوله: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ٢٤٩] ،


١ مجموع الفتاوى (٢/٢٩٩) .
٢ ينظر: درء تعارض العقل والنقل (٦/٢٨٩ – ٣٤٤) ، وأكثر الجزء الثاني من بيان تلبيس الجهمية.

<<  <   >  >>