للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كل موضع أموراً لا يقتضيها في الموضع الآخر"١.

فالمعية العامة التي في مثل قوله – تعالى-: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: ٤] وفي قوله: {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: ٧] قد "دل ظاهر الخطاب أن حكم هذه المعية، ومقتضاها، أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه"٢.

أما المعية الخاصة فقد دل سياق آياتها "على أن المقصود ليس مجرد علمه، وقدرته، بل هو معهم في ذلك بتأييده، ونصره، وأنه يجعل للمتقين مخرجاً، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون"٣، فهو – سبحانه – "معهم بالنصر، والتأييد، والإعانة على عدوهم"٤. وهذه المعية التي يثبتها أهل السنة والجماعة "ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب – عز وجل – مختلطة بالخلق"٥، أو "أنه بذاته في كل مكان، أو أن وجوده عين وجود المخلوقات، ونحو ذلك من مقالات الجهمية"٦ كما سيأتي بيانه.

وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧] ،

وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً} [النساء: ١٢٢] ،

وقوله: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة: ١١٠] ،

وقوله: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} [الأنعام: ١١٥] ،

وقوله: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤] ،


١ مجموع الفتاوى (٥/١٠٤) .
٢ المصدر السابق (٥/١٠٣) .
٣ منهاج السنة النبوية (٨/٣٨٠) .
٤ المصدر السابق (٨/٣٨١) .
٥ مجموع الفتاوى (٥/١٠٤) .
٦ منهاج السنة النبوية (٨/٣٧٤) .

<<  <   >  >>