للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحاضرين، ولقد أملى من تفسير: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]

مجلداً كبيراً، وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] نحو خمس وثلاثين كراسة.

ولقد بلغني أنه شرع في تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلداً"١.

· رابعاً ـ في الفقه:

كان ابن تيمية ـ رحمه الله ـ على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أنه لم يكن يلزمه في آرائه وفتاويه، بل كان مجتهدا يقول ويفتي بما قام عليه الدليل عنده.

قال الذهبي: "وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين بحيث إذا أفتى لم يلتزم

بمذهب بل بما يقوم عليه الدليل"٢.

وقال كمال الدين بن الزِّمْلِكاني: "كان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا في مذاهبهم منه أشياء، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان في علم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها"٣.

وذكر الصفدي أن ابن تيمية: "أقبل على الفقه دقائقه، وغاص على مباحثه، ونظر في أدلته وقواعده وحججه والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب، إذا ذكر مسألة من الخلاف استدل ورجح واجتهد"٤.

فمن المسائل التي أفتى فيها باجتهاده وخالف فيها أهل المذاهب الأربعة، أو خالف فيها المشهور ما نقله تلميذه (ابن عبد الهادي) في (العقود الدرية) ٥، وإليك بعضاً منها:


١ الأعلام العلية (ص٢.ـ٢١) .
٢ ذيل طبقات الحنابلة (٢/٣٨٩) .
٣ شذرات الذهب (٦/٨٢) .
٤ الوافي بالوفيات (٧/١٦) .
٥ العقود الدرية (ص٢١٢) .

<<  <   >  >>