للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التوحيد، وقد دلّت هذه الكلمة على جميع أقسام التوحيد التي ذكرها أهل السنة والجماعة، وذلك على النحو الآتي:

أـ دلالتها على الألوهية:

وذلك لأن معناها الحقيقي لا مستحق للعبادة إلا الله تعالى، "فلا إله" نفت استحقاق العبودية عما سوى الله تعالى، و"إلا الله" أثبتت جميع أنواع العبادة لله وحده، فهذه دلالتها على توحيد الألوهية.

ب ـ توحيد الربوبية:

أي انفراد الله تعالى بخصائص الربوبية، وقد دلت كلمة "لا إله إلا الله" على توحيد الربوبية على سبيل التضمن، فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية بالدلالة، وذلك لأنه لا يستحق أن يفرد بالعبادة إلا من كان منفرداً بالربوبية، كما قال تعالى: {هل من خالق.....إلا هو} [فاطر: ٣] ، فدلت الآية على أنه لا يستحق أن يعبد إلا المنفرد بالملك والرزق وغيره من أمور الربوبية، وهكذا نجد أن كلمة التوحيد دالة على توحيد الربوبية على سبيل التضمن.

ج ـ توحيد الأسماء والصفات:

وذلك لأن إثبات وجود الله أصلاً يعد إثباتاً لأسمائه وصفاته، وذلك لأنه لا يتصور وجود ذات دون أسماء وصفات؛ لأن هذا لا يصح إلا في حق الممتنعات والمعدومات، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى على دلالة كلمة لا إله إلا الله على جميع أنواع التوحيد، حيث قال رحمه الله تعالى: "وشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات، وهي الأصول الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل وما أنزل إليهم، وهي الأصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر"١.


١ نقلاً عن كتاب التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ص٩.

<<  <   >  >>