اختلف تحديد الغاية من خلق الخلق وإرسال الرسل عند أهل السنة عنه عند مخالفيهم، وذلك كما يلي:
* أولاً ـ عند أهل السنة:
يقول أهل السنة: إن الغاية من خلق الله هي عبادة الله وحده، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] ، فالآية صريحة في بيان أن توحيد العبادة هو غاية خلق الخلق، وكذلك فهو الغاية العظمى من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وهو أول دعوة الرسل، والغاية من خلق الجن والإنس كما يشهد بذلك الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة. قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[النحل: ٣٦] .
ومن السنة حديث ابن عباس وفيه: أن رسول الله لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ـ عز وجل ـ ... "١.
فهذان النصان الشرعيان دالان على أن أول دعوة الرسل والغاية من بعثهم هي الدعوة إلى توحيد الله في العبادة، والنصوص الشرعية في ذلك كثيرة.
* ثانياً ـ عند المخالفين من أهل الكلام:
خالف أهل الكلام المذموم أهل السنة؛ فجعلوا الغاية العظمى من إرسال الرسل وإنزال الكتب معرفة الله، وإثبات الصانع الخالق سبحانه وتعالى، وهي إثبات الربوبية لله تعالى.
وليتهم وقفوا عند هذا؛ بل زعموا أن توحيد الربوبية هو الغاية العظمى