للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي المشيئة أمر أن يقرن بـ (ثم) فقال: "قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد"١.

وذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله تعالى بخلاف المشيئة، فليست مشيئة أحد من العباد مشيئة لله، بل ما شاء الله كان وإن لم يشأ الناس.

١٨ ـ شرطا قبول العبادة:

أـ الإخلاص لله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * ألا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: ٢ ـ ٣] .

ولقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: ٥] .

ب ـ موافقة ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: ١٥٣] .

ولقوله عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"٢.

١٩ ـ أصول العبادة:

أصول العبادة هي: المحبة، والخوف، والرجاء، وقد جمعها الله تعالى في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: ٥٧] ، فابتغاء القرب إشارة إلى المحبة، ثم الرجاء، وبعده الخوف.

٢٠ ـ منزلة الحب أرفع من منزلة الخوف:

وذلك لسببين:

أـ أن المحبة مقصودة لذاتها، وأما الخوف فمقصود لغيره.


١ أخرجه أبو داود (٤١٦٦) .
٢ أخرجه مسلم برقم: (١٧١٨) .

<<  <   >  >>