للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب ـ أن الخوف يتعلق بأفعال الله، والمحبة تتعلق بذاته وصفاته١.

٢١ ـ مراعاة الشرع والقدر توجب العبادة والاستعانة:

مراعاة الشرع والقدر توجب العبادة والاستعانة لأن الأصل الأول من الشرع هو العبادة، والأصل الأول من القدر هو الاستعانة، وهذا هو الصراط المستقيم، وقد جمع الله تعالى بين العبادة والاستعانة وهي التوكل في مواضع من كتابه منها:

أـ قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥] .

ب ـ وقوله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: ١٢٣] .

ج ـ وقوله تعالى: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: ١٠] .

د ـ وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٢ ـ ٣] .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الأضحية: "اللهم منك وإليك"٢. أي: منك إعانة وتوفيقاً ورزقاً، وإليك عبادة وطاعة وتقرباً، فما لم يكن بالله ومشيئته وتوفيقه لا يكون، وما لم يكن لله تعالى قربة وطاعة لا يدوم، وهذا غاية التوحيد والتحقيق، فالعبادة تحقيق لتوحيد الألوهية، والاستعانة تحقيق لتوحيد الربوبية٣.

٢٢ ـ وجوب الاستغفار في الذنوب والمصائب الشرعية:

لا يحتج بالقدر في الذنوب والمصائب الشرعية بل يجب الاستغفار، أما في المصائب الكونية ينظر إلى القدر ويحتج به مع الصبر عليها، ومن هذا القبيل احتجاج آدم على موسى بالقدر لما قال موسى: يا آدم، أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته،


١ انظر مدارج السالكين: (١/٥٥) .
٢ أخرجه أبو داود برقم: (٢٧٩٥) .
٣ بدائع تفسير ابن القيم: (١/٦٦) .

<<  <   >  >>