قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] ، وقال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١] .
والمراد بالإجمال: التعميم والإطلاق، والنفي المجمل: هو الذي لا يُتعرض فيه لنفي عيوب ونقائص معينة فقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ، وقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} هو نفي مجمل؛ لأنه نفي للمماثلة في جميع الصفات، فلم يقل ليس كمثله شيء في علمه أو في قدرته أو في سمعه أو في بصره، وما ذكر من الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات إنما هو في الغالب، وإلا فإنه قد يأتي النفي مفصلاً كما يأتي الإثبات مجملاً، فالأول كقوله تعالى:{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥] ، وقوله تعالى:{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف: ٤٩] ، والثاني كقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨.] ، وقوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: ٢] .
ج ـ لا يصفون الله بالنفي المحض: ومع نفيهم عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه رسوله عليه الصلاة والسلام فهم يثبتون ضد الصفات المنفية كقوله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف: ٤٩] ، فهم يثبتون كمال عدله.
وكقوله تعالى:{لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة}[سبأ: ٣] ، فهم يثبتون كمال علمه.
وكقوله تعالى:{وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[قّ: ٣٨] ، فهم يثبتون كمال قدرته.
وكقوله تعالى:{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥] ، فهم يثبتون كمال حياته وقيُّوميته؛ لأن النفي الصرف لا مدح فيه ولا كمال لأنه عدم محض، العدم المحض ليس بشيء١.