للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٩ ـ الجمع بين النفي والإثبات في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] :

إن الله تعالى فيما وصف به نفسه في هذه الآية جمع بين النفي والإثبات، لأنه لا يتم كمال الموصوف إلا بنفي صفات النقص، وإثبات صفات الكمال، وكل الصفات التي نفاها الله عن نفسه فهي صفات نقص.

فهذه الآية ونحوها دليل لمذهب أهل السنة والجماعة من إثبات الصفات ونفي مماثلة المخلوقات، فالله لا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته ولا في أسمائه، لا في ذاته لا في صفاته ولا في أفعاله، لأن أسماء الله كلها حسنى وصفاته صفات كمال وعظمة، وأفعاله سبحانه أوجد بها مخلوقاته العظيمة من غير مشارك، فليس كمثله شيء لانفراده وتوحده بالكمال من كل وجه.

والآية فيها رد على الممثلة موافقة لظاهر الآية في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وعلى المعطلة في قوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، وليس كافياً في هذا الباب مجرد نفي التشبيه بدون إثبات، أو مطلق الإثبات بدون تنزيه.

١. ـ الآيات التي ذكرها المؤلف الدالة على النفي المجمل١.

والمراد بالإجمال: التعميم والإطلاق، والنفي المجمل لا يُتعرض فيه لنفي عيوب ونقائص معينة.

الآيات الدالة على النفي المجمل

الشاهد ووجهه

١ـ {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: ٦٥] أي نظيراً يستحق مثل اسمه.

فيها استفهام إنكاري وهو نفي مجمل.

٢ ـ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الاخلاص: ٣ـ٤] أي مكافئاً ومثيلاً.

النفي المجمل في قوله: {َلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} وما قبلها مفصل.


١التوضيحات الأثرية (ص٤.) .

<<  <   >  >>