١٣ ـ الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر من الصفات التي نفاها عن نفسه:
الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر من الصفات التي نفاها عن نفسه؛ وذلك لأن الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه صفات كمال؛ لأنه كلما كثر الأخبار عنها وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها وعلم مالم يكن من الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه فكلها صفات نقص لا تليق بالله تعالى، والغالب فيها الإجمال؛ لأن ذلك أبلغ في تعظيم الموصوف وأكمل في التنزيه.
١٤ ـ الكمال ثابت لله تعالى بمقتضى الأدلة النقلية والعقلية:
الكمال المطلق ثابت لله تعالى، دلّ على ذلك الأدلة النقلية والعقلية، فدلالة القرآن على مسائل الاعتقاد، ومنها الدلالة على إثبات الكمال لله تعالى نوعان:
أـ خبر الله الصادق:
فالله أعلم بما يستحقه من صفات الكمال من غيره، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم أعلم بصفات ربه من غيره؛ فوجب إثبات صفات الكمال لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة.
ب ـ دلالة القرآن:
فثبوت معنى الكمال قد دلّ عليه القرآن كما في قوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}[النحل: ٦.] .
فالمثل الأعلى هو المتضمن لإثبات الكمالات لله وحده١.
١٥ ـ ثبوت الكمال لله تعالى مستقر في الفطر السليمة:
فإن معنى الكمال لله تعالى مستقر في فطر الناس، فالناس مفطورون