للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونحو ذلك. ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان، ومعنى هذا أن سلب الصفات عن الله غايته ونهايته أن الله غير موجود أصلاً؛ لأن الموجود المطلوب وهو المجرد عن الصفات لا حقيقة له إلا في الأذهان ولا وجود له في الخارج لأن الذات لا بد لها من صفة وقد نفوا الصفة فانتفت الذات، وهذا مذهب باطل يستلزم التعطيل والتمثيل بالممتنعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلاً يستلزم نفي الذات.

س٣ ـ ما المراد بالإلحاد؟

ج ـ الإلحاد: الإلحاد لغة: الميل، ومنه سمي الشق في جانب القبر لحداً؛ لأنه مائل عن وسط الحفرة.

واصطلاحاً: الميل عن الحق والصراط المستقيم علماً وعملاً، وقد خصه المصنفون في الملل والمذاهب بالجحد للخالق، فإذا قالوا: ملحد أي منكر للخالق، والمعنى اللغوي أعم من ذلك.

والمراد بالإلحاد في باب الأسماء والصفات ما يلي:

• أولاً ـ الإلحاد في أسماء الله تعالى ويكون في عدة أشياء منها:

١ ـ تسمية المخلوق بها كما قال صلى الله عليه وسلم: "أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى بملك الأملاك"١.

٢ ـ تجريد الأسماء عن معانيها كما قالت المعتزلة: سميع بلا سمع، وعليم بلا علم.

٣ ـ نفي أسماء الله وهو سبيل الجهمية ومن هذا قوله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: ٣.] .

٤ ـ تسمية الله بما لم يسم به نفسه كتسمية النصارى له بالأب والفلاسفة بالعلة الفاعلة.


١ أخرجه مسلم (٦/١٧٤) .

<<  <   >  >>