للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذه الآيات قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

ويدلُّ على ذلك من السُّنَّة حديث قصَّة الرَّجل الذي أوصى بَنِيه إذا مات أن يحرقوا جسدَه ويَرموا جزءاً من رماده في البَرِّ وجزءاً منه في البحر، فأمر الله عزَّ وجلَّ البحرَ بأن يُخرج ما فيه، والبَرَّ بأن يُخرج ما فيه، حتى عاد الجسدُ كما كان، والحديث رواه البخاري (٧٥٠٦) ، ومسلم (٢٧٥٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بحشر الناس من قبورهم وغيرها على الموقف، واستشفاعهم إلى أولي العزم من الرسل لتخليصهم مِمَّا هم فيه من الشدَّة، وحصول الشفاعة العظمى لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المقام المحمود، ومجيء الله عزَّ وجلَّ لفصل القضاء بين العباد، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} ، وروى البخاري (٦٥٢٧) ، ومسلم (٢٨٥٩) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُحشرون حُفاة عُراة غُرْلاً، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرِّجال والنساء ينظر بعضُهم إلى بعض فقال: الأمر أشدُّ من أن يهمَّهم ذاك"، ورواه أيضاً البخاري (٦٥٢٦، ومسلم (٢٨٦٠) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

وقال ابن كثير عند تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} : "يعني لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحد، فكلُّهم يقول: لست

<<  <   >  >>