ويُشرَع للمسئول إذا لم يكن عنده جواب أن يقول: لا أدري، أو الله أعلم؛ لصلاحية ذلك لكلِّ سؤال، بخلاف: الله ورسوله أعلم، فلا تصلح لكلِّ سؤال، فلو سأل سائل: متى تقوم الساعة تعيَّن في الجواب قول: الله أعلم؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة.
وأيضاً فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يعلم بما يحصلُ لأمَّته من بعده؛ لحديث ابن مسعود رضىالله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أنا فرطُكم على الحوض، وليُرفعنَّ رجالٌ منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيُقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك" رواه البخاري (٦٥٧٦) ومسلم (٢٢٩٧) .
والمراد بالأصحاب المشار إليهم في الحديث الذين ارتدُّوا بعد موته صلى الله عليه وسلم وقُتلوا على أيدي الجيوش التي أرسلها أبو بكر رضىالله عنه لقتال المرتدِّين.
وإلى هنا انتهى شرح هذا الحديث العظيم، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.