للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحركن أبداً١.

وقد رأى القدماء أن ما يسمى بالحركات اعتبر في رأيهم عَرَضًا يصيب الحروف، ولا تكاد تكون عناصر أساسية في الكلمات، وقد اعترض على ذلك الأستاذ الألماني: شادة٢.

ويرى الدكتور إبراهيم أنيس:

أن القدماء قد ضلوا الطريق السَّوي، حين ظنوا أن هناك حركات قصيرة قبل حروف المد، فقالوا مثلا: إن هناك فتحة على التاء في: كتاب، وكسرة تحت الراء في: كريم، وضمة فوق القاف في: يقول ٣.

ثم يتعجب ويقول:

والحقيقة أن هذه الحركات القصيرة لا وجود لها في تلك المواضع، فالتاء في: كتاب، محركة بألف المد وحدها، والراء في: كريم، محركة بياء المد وحدها، والقاف في: يقول، محركة بواو المد وحدها.

ويقول: ويظهر أن الكتابة العربية في صورتها المألوفة من وضع فتحة على التاء في: كتاب، وكسرة تحت الراء في: كريم، وضمة فوق القاف في: يقول، قد جعلت القدماء يتوهمون وجود حركات قصيرة في مثل هذه المواضع.

وأصوات اللين عنصر رئيسي في اللغات، وأكثر شيوعا فيها، ولهذا


١ سر صناعة الإعراب: ابن جني.
٢ انظر محاضرته.
٣ الأصوات اللغوية: للدكتور إبراهيم أنيس، ص: ٣٩.

<<  <   >  >>