ليس من التام وهو متعلق بما بعده معنى؛ لأن المعنى: فكيف يكون حالهم إذا كان هذا يومئذ يود الذين كفروا، فما بعده متعلق بما قبله، والتمام:{حَدِيثًا} ؛ لأنه انقضاء القصة وهو آخر الآية الثانية، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقطع عليه دونه، مع تقارب ما بينهما فدل ذلك دلالة واضحة على جواز القطع على الكافي.
ونخلص من ذلك أن الوقف الكافي هو ما لا يتعلق ما قبله بما بعده في اللفظ وكل منهما جملة مفيد بنفسها.
ثالثا: الوقف الحسن:
هو الوقف على كلام تم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظًا ومعنى، مع الفائدة من الوقوف عليه، كأن يكون اللفظ الموقوف عليه موصوفًا وما بعده صفة له، أو معطوفًا وما بعده معطوفًا عليه، أو مستثنى منه وما بعده مستثنى، أو بدل وما بعده مبدل منه، ونحو ذلك من كلام تعلق بما بعده لفظًا ومعنى.
وسمي حسنًا لحسن الوقف عليه؛ لأنه أفاد معنى يحسن السكوت عليه، وحكمه أنه يحسن الوقوف عليه لما أفاد من غاية يرمي إليها.
وأما الابتداء بما بعده ففيه تفصيل؛ لأنه قد يكون في رءوس الآي، وقد يكون في أثنائها وغيرها.
فإن كان في غير رءوس الآي فحكمه أن يحسن الوقوف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده؛ لتعلقه به لفظًا ومعنى كالوقوف على لفظ: الله، من قوله:{الْحَمْدُ لِلَّه} فإنه كلام تام يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظًا ومعنى؛ لأن ما بعده وهو قوله: