للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتوضع المقدمات قبل النتائج والمعاني الأساسية قبل المعاني الفرعية، على أن تؤدي بعضها إلى بعض، حتى لا يكون بينها فجوات، تضطر إلى عناء في استيعابها فحسن تأليف الكلام يزيد المعنى وضوحًا.

والتفاضل بين البلغاء إنما يكون بالتفاضل في توضيح المعاني على حسب وضوحها في أذهانهم وكلام يُعد أبلغ من كلام إذا كان واضحًا في المعنى وأجلى في البيان.

ومن أهم الخصائص التي تتميز بها الكلمة في فن الإلقاء هي الإيجاز:

إن اختيار الكلمات المناسبة التي تحوي المعاني العديدة جدير بأن تكون عنوانًا على النصوص الجيدة للكلمة المقروءة، والتي يأتي الإيجاز فيها بصورة لا تتعارض مع المعاني، وإلا يكون الترادف سبيلا إلى ملل المستمع، فالإيجاز مطلوب للمعاني الكبيرة المتناسقة في الألفاظ المعبرة تعبيرًا ملائمًا عنها في جمل قصيرة تتلائم مع طاقة الأذن.

فالجمل القصيرة أفضل بكثير من الجمل الطويلة، فالمستمع يستوعب الجملة القصيرة بسهولة إذا صيغت صياغة وافية بالغرض، والجمل الطويلة المعقدة تسبب ارتباكًا أكثر للمستمع عمومًا.

وإذا جاءت الجمل الطويلة فيبنغي أن تقسم إلى جمل قصيرة باستخدام أدوات الربط مع إدراك أن التنوع في طول الجملة له أهميته في دفع الملل عن المستمع.

ومن أهم الخصائص التي تتميز بها الكلمة في فن الإلقاء هي صدق الكلمة:

إن صدق الكلمة ينفذ إلى القلوب وليس إلى الأسماع

<<  <   >  >>