للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحلق إلى جانب أنه مخرج لبعض الأصوات اللغوية فهو فراغ رنان يعمل على تضخيم بعض الأصوات بعد خروجها من الحنجرة، ومدح العرب سعة الفم؛ لأن سعة الفم تعين على قوة الصوت ولهذا كانوا يمدحون الجهير بالصوت، ويذمون الضئيل الصوت، ولهذا أخذوا يتشدقون بالكلام مادحين سعة الفم، ذامين صغر الفم أو ضيقه.

وسألوا عن الجمال، فقال بعضهم: القامة وضخم الهامة ورحب الشدق وبُعْد الصوت.

٣- اللسان:

هو أهم أعضاء النطق، وهو عضو يتميز بالحركة والمرونة ويستعمل في كثير من اللغات بمعنى اللغة {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} [مريم: ٩٧] {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين} [الشعراء: ١٩٥] .

ويقسم إلى أربعة أقسام هي:

١- أقصاه.

٢- وسطه.

٣- وحافته.

٤- وطرفه.

وهو يحتوي على عدد كبير من العضلات التي تمكنه من التحرك والتلوي والانكماش، وامتدح اللسان وذم اللسان لما له من مقدرة على القول الفصيح والعِيِّ في القول، ولمعرفة أهمية اللسان ننظر إلى قول حسان بن ثابت حين قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ما بقي من لسانك؟ فأخرج حسان لسانه حتى قرع بطرفه طرف أرنبته، ثم قال: والله لو وضعته على صخر لفلقه أو على شعر لحلقه، وكانوا يذكرون عن قوة اللسان فيقولون: كأن لسانه ثور.

<<  <   >  >>