للإنسان، كما أن لمقدار خروج النفس والتحكم فيه دور في جمال الصوت وقيمته، ويدرك ذلك الذين يصابون بنوبات البرد ويشعرون أثر ذلك على الكلام، ومن الملاحظ علميا أن بعض أعضاء هذا الجهاز الصوتي ثابت والآخر متحرك.
كما أن الوظيفة الأساسية لهذا الجهاز ليست مقصورة على النطق باللغة، ولكن خلقها الله لتؤدي وظائف أخرى إلى جانب ذلك، فمثلا: الأوتار الصوتية صمام خلقه الله لحفظ الرئتين إلى جانب الذبذبات الصوتية، والتجويف الأنفي حجرة لتكييف الهواء، واللسان عضلة في نهاية الإعجاز والتعقيد، بل إن كل منطقة لها وظيفة من وظائف الإحساس والتذوق، فالشفتان تستخدمان في تلقي الطعام ومنعه من الخروج من الفم، كما تستخدم في المساعدة على الامتصاص، والأسنان والأضراس لتقطيع الطعام ومضغه، واللسان لتقليب الطعام في الفم وتذوقه، والأوتار تؤدي وظيفة الهواء للرئتين وحفظها ولحبس الهواء فيها للحاجة.
فالنطق ليس إلا وظيفة من الوظائف التي تؤديها هذه الأعضاء والمحافظة على أعضاء النطق سبيل من سبل إجادة القول وروعة الإلقاء، بل إن أي عيب أو علة تصيب عضوًا من أعضاء النطق تؤثر تأثيرًا يتفق مع وظيفة هذا العضو، وإذا أدركنا أن من أصيب في أحباله الصوتية يتعذر عليه النطق وقد يبرأ مما أصابه أو يحال بينه وبين الكلام.
وكل منطقة من مناطق الجهاز الصوتي تؤدي دورًا في إخراج الحروف ولن يتم التعرف على هذا الدور بوضوح إلا إذا أدركنا طبيعة المخارج ومخرج كل حرف من حروف اللغة.