للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونرى عند الجمهور والخليل بن أحمد، والحافظ ابن الجزري، يعدون المخارج سبعة عشر مخرجًا، وكما هو واضح في الدراسات الحديثة، وبهذا يكون في الجوف مخرج واحد، وفي الحلق ثلاثة، وفي اللسان عشرة وفي الشفتين اثنان، وفي الخيشوم واحد.

ولم تَهِنْ عزائم القدماء في معرفة مخارج الحروف، وأخذ كل منهم يبحث ما وسعه البحث، وتوصل كل منهم إلى تقسيم مخارج الحروف وإلى ترتيب لها.

وقد أوضح الدكتور إبراهيم أنيس طريقة القدماء في دراستهم لمخارج الحروف وصفاتها، وأوضح علاج القدماء للأصوات في عصور مختلفة مقارنًا بينهم، فقد وضع جدولا دون فيه ما انتهى إليه سيبويه في مخارج الحروف وإلى جانبه نص ابن جني في كتابه: سر صناعة الإعراب، ثم نص ابن يعيش شارح المفصل في القرن السابع الهجري، وأخيرًا نص ابن الجزري صاحب كتاب: النشر في القراءات العشر، في القرن التاسع الهجري.

وأوضح ملاحظاته حول دراسة القدماء من علماء العربية للأصوات مقارنًا بينها وبين دراسة المحدثين لها، وبَيَّن موقف ابن سينا من أصوات اللغة وكيف عالجها علاجًا فريدًا لا يشاركه فيه أحد من العلماء القدماء ومدى اهتمام الدارسين في القرن العشرين بكلام ابن سينا.

كما وضع جدولا يوضح فيه ما انتهى إليه كل من الخليل بن أحمد وسيبويه وأبو الفتح بن جني وابن سينا من تقسيم كل منهم


١ العين الخليل بن أحمد، ج: ١، ص: ٦٥.
٢ كتاب سيبويه، ج: ٢، ص: ٤٠٥.

<<  <   >  >>