للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أسبابها أيضا تقدم الألف على ياء: كبايع، أو تأخرها عنها متصلة: كبيان، أو منفصلة بحرف: كشيبان، أو ضربت يداه، أو بحرفين أحدهما هاء نحو: بينها، فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة؛ لبعد الياء، واغتفر البعد مع الهاء لخفتها، وقد يكون من أسبابها كذلك تقديم الألف على كسرة تليها كعالم أو تأخيرها عنها بحرف نحو: كتاب، أو بحرفين أولهما ساكن: كشملال، أو كلاهما متحرك وأحدهما هاء نحو: يرد أن يضربها، وبهذا يتضح أن سبب الإمالة هو وجود كسرة ظاهرة أو ياء موجودة، ولكن قد يمتنع ذلك بعد حرف من حروف الاستعلاء متصل أو منفصل بحرف نحو: واثق أو بحرفين نحو: مواثيق، وكذلك إذا تقدم حرف الاستعلاء ولم ينكسر حرف الإمالة نحو: غالب، فإن انكسر حرف الاستعلاء ساعد على وجود الإمالة، نحو: غلاب، وتساوي الراء المفتوحة والمضمومة حروف الاستعلاء فلا يمال: عذار، كما لا يمال: مواثيق، ولا يمال: راشد، كما لا يمال: غالب، وتغلب الراء المكسورة حرف الاستعلاء فيمال بها نحو قوله تعالى: {أَبْصَارِهِم} ، و {دَارُ الْقَرَارِ} ، من أجل الراء المكسورة.

فالإمالة يستعملها كثير ممن يفهمون طبيعة الكلمة ووجد سبب لذلك، ويرى قوم أنها لا تستعمل؛ ولذا يبنغي أن ندرك أن الذين لا يستعملونها يغفلون ما يمكن أن تؤدي من ألوان صوتية أو أنغام موسيقية تناسب مقاطع الكلام.

وقد استحسن بعض النحاة الإمالة مع الإدغام العارض منه مع الإدغام اللازم.

بل إن الذين يدركون طبيعة تناسب المقاطع يدركون أهمية الإمالة كما في قوله تعالى: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} حيث إمالة ألفي

<<  <   >  >>