للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك من جهة كثرة الصحابة الذين رووه، أو كثرة طرقه. مثال ذلك ما ذكره الزيلعي عند ذكر المضمضة والاستنشاق، وأنه صلى الله عليه وسلم واظب عليهما. قال: الذين رووا صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابه عشرون نفراً، ثم ذكرهم وذكر من أخرج حديث كل منهم (١) .

ومثل قول الحافظ ابن حجر عند ذكره حديث عائشة – رضي الله عنها-: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن ما استطاع". قال: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو عوانة والطيالسي، وذكر أسانيدهم (٢) . ومن هذا الباب كتب الأحاديث المتواترة.

٢- تتبع المتابعات وترتيبها بقصد تكثير الطرق والحكم على الإسناد.

إن مباحث المتابعات والشواهد مما يتوافر في أي كتاب من كتب المصطلح، إلا أن طريقة ترتيب هذه المتابعات وكيف يستفاد منها في الحكم على الحديث مما اعتنت به كتب التخريج أكثر. مثال ذلك ما ذكره الحافظ عند ذكره لحديث الإبراد بالظهر أنه مروي عن حفص عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه– ثم قال: تابع حفصاً سفيان ويحيى وأبو عوانة عن الأعمش ... ثم ذكر من أخرج هذه المتابعات (٣) .

٣- الاعتناء بالعلل الإسنادية.

إن بيان العلل والكلام على الأحاديث كلاما معللاً ليس أمراً من السهولة


(١) نصب الراية ١/١٠.
(٢) نتائج الأفكار ١/١٣٩-١٤٠.
(٣) تغليق التعليق ٢/٢٥٣.

<<  <   >  >>