للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويعرض عليها مرويات هذا الراوي، ويعتبرها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. ويكون مع ذلك متيقظاً، مرهف الفهم، دقيق الفطنة، مالكاً لنفسه، لا يستميله الهوى، ولا يستفزه الغضب، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفي النظر، ويبلغ المقر، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز ولا يقصر ... " (١) .

وهذا وصف بديع من عالم خبير بهذا الشأن رحمه الله رحمة واسعة.

ومن اهتمام المحدثين بالكلام في الرواة أنهم كانوا يروونه كما يروون الأحاديث، ولم تظهر مصنفات مستقلة في الجرح والتعديل إلا في النصف الثاني من القرن الثاني، ثم تتابعت المصنفات بعد ذلك (٢) .

وقد سلك المؤلفون فيها أساليب متعددة، فمنهم من أفرد الضعفاء، ومنهم من أفرد الثقات، ومنهم من جمع بين الثقات والضعفاء.

ولست - في هذه العجالة - بصدد استيعاب تلك الكتب (٣) ، ولكن أقتصر على المطبوع منها.

أولاً:- كتب الضعفاء:

١. الضعفاء الصغير لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت٢٥٦هـ) .

٢. أحوال الرجال لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت٢٥٩هـ) .


(١) مقدمة تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل: (ص ب-ج) .
(٢) انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة للدكتور أكرم العمري: (ص٩٩-١٠٠) ، وعلم الرجال نشأته وتطوره للدكتور محمد بن مطر الزهراني: (ص٢٦) .
(٣) لمعرفة أسماء تلك الكتب انظر: المصدرين السابقين.

<<  <   >  >>