وهو كما قال - رحمه الله - إلاَّ في دعوى استيعاب جميع الضعفاء فإنَّه متعقَّب فيه (١) .
٢- جمع مؤلفه رحمه الله - في الكلام على الرجال - بين النقل عن المتقدمين وسبر (استقراء) مرويات الراوي، وهما طريقان مشهوران لمعرفة أحوال الرواة.
٣- ظهور شخصية المؤلف في النقد، فهو ينقل وينقد، ويرد الأقوال المرجوحة عنده، وإذا لم يجد في الراوي كلاماً لمن سبقه يحكم عليه بما يستحقه بعد النظر في مروياته، فأضاف مادة علمية مهمة في الجرح والتعديل.
٤- اشتمل الكتاب على عدد كبير من الأحاديث المسندة في الأحكام والآداب والزهد وغيرها، وقد تكلَّم ابن عدي على كثير منها، وبيَّن عللها، فهو مصدر مهم لبيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد جرد تلك الأحاديث محمد بن طاهر المقدسي (ت ٥٠٧ هـ) وأفردها في كتاب سماه: ((ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ)) ، بلغ عدد أحاديثه: ٦٥٩٧ حديث، وهو مطبوع، وقد استدرك عليه محققه د. عبد الرحمن الفريوائي ٨٣٦ حديثاً، فبلغ مجموع الأحاديث في الكتاب والمستدرك عليه: ٧٤٣٣ حديث.
٥- ضم الكتاب العديد من النقول عن أئمة لم تصل إلينا مصنفاتهم،
(١) استدرك عليه أبو العباس أحمد بن محمد الأندلسي المعروف بالنباتي كتاباً كبيراً سماه: الحافل في تكملة الكامل. انظر: الرسالة المستطرفة للكتاني (ص ١٤٥) .