للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنَّ كثيراً مِمَّن صنَّفوا في الضعفاء صنَّفوا أيضاً في الجمع بين الثقات والضعفاء، كما فعل الإمام البخاري في التاريخ الكبير والأوسط، فلمَّا أفردوا الضعفاء وميَّزوهم لم يروا حاجة لإفراد الثقات في مصنف مستقل.

وأقدم كتاب وصل إلينا من كتب الثقات كتاب أبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي (ت ٢٦١هـ) : ((معرفة الثقات)) ، وهو وإن كان معدوداً في الكتب المصنفة في الثقات إلاَّ أنَّه ليس خاصًّا بهم، يعرف ذلك من عنوان الكتاب الذي ذكره تقي الدين السبكي في مقدمة ترتيبه وهو: ((معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث، ومن الضعفاء، وذِكْر مذاهبهم وأخبارهم)) (١) .

ويؤيِّد ذلك ما ورد في القطعة التي بقيت من أصل الكتاب (ص ٥٨) حيث كُتب عنوان: ((ومن المتروكين ... )) فذكر بعض المتروكين وبعض الضعفاء (٢) .

فهو يصلح أن يُضمَّ إلى القسم الثالث في الكتب التي جمعت بين الثقات والضعفاء.


(١) رتَّبه على حروف المعجم كلٌّ من تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (ت ٧٥٦هـ) ونور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧هـ) ، وقد وصل إلينا ترتيب كل منهما، أمَّا أصل الكتاب فلم يصل إلينا منه إلاَّ قطعة تمثل قريباً من نصف الكتاب، وأفادت هذه القطعة طريقة ترتيب الكتاب، حيث روعي في ترتيبه - في الجملة - النسبة إلى البلدان.
وطبع الكتاب في مجلدين بالاعتماد على الترتيبين والقطعة الموجودة من الأصل، انظر مقدمة المحقق د.
عبد العليم البستوي (١/٧٢ - ٧٣، ١٣٧ - ١٥٥) .
(٢) انظر ترجمة إبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن أبان، وأشعث بن سوار، وأشهل بن حاتم.. في معرفة الثقات للعجلي (رقم: ٤٤، ٨٥، ١٠٩، ١١١) .

<<  <   >  >>