للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب- وكيع بن الجراح (١٩٩هـ) (١)

ساهم وكيع بن الجرّاح في مسيرة علم الرجال مبيّنا أحوال من ينقلون حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالدقة المعهودة في غيره من النقاد، من ذلك تتبعه لأحاديث الأعمش عن مجاهد فكان يقول: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث، وفي رواية أخرى عن عمرو بن علي قال: سمعت وكيعا يقول: كنا نتتبع ما سمع الأعمش من مجاهد فإذا هي سبعة أو ثمانية، ثم حدَّث بها. (٢)

وبنفس هذه الخبرة والتدقيق قال: يحيى بن الضريس من حفاظ الناس لولا أنه غلط في حديثين، فذكر حديثا لمنصور. (٣)

وقد كان وكيع يُنَفِّر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبين خطورة هذا الجرم ونتائجه الوخيمة. وقد تعرض عليه أحاديث المعلّى

ابن هلال فيقول: "قال أبو بكر الصديق: الكذب مجانب للإيمان". (٤) وقوله هذا بمنزلة الحكم على المعلى بن هلال، وهو أيضا جواب توخى منه تذكير الناس بخطورة الكذب في الرواية، وتنفيرهم من الرواية عن الكذَّابين، وقد كان يقول: "هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق". وكان وكيع أيضا إذا أتى على حديث حنظلة بن أبي سفيان يقول: حدثنا حنظلة وكان ثقة ثقة (٥) .


(١) مصادر ترجمته: الطبقات لابن سعد ٦/٣٩٤، التاريخ الكبير للبخاري ٤/ القسم الثاني ١٧٩، تقدمة المعرفة ٢١٩.
(٢) تقدمة المعرفة ٢٢٤ و٢٢٧.
(٣) المصدر نفسه ص ٢٢٤.
(٤) المصدر نفسه ٢٢٥-٢٢٦.
(٥) تقدمة المعرفة ٢٢٩.

<<  <   >  >>