والنزاهة في الأخلاق, كان ضرره على صاحبه أكثر من نفعه, كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"مثل الذي يُعَلّم الناس الخير وينسى نفسه, كمثل السراج يُضيء للناس ويحرق نفسه"١.
فقد ألف المشار إليه رسالة تحت عنوان "تصحيح حديث صلاة التراويح عشرين ركعة, والرد على الألباني في تضعيفه"! قد خرج فيها صاحبه عن طريقة أهل العلم في مقارعة الحُجَّةِ بالحجة, والدليل بالدليل, والصدق في القول, والبعد عن إيهام الناس خلاف الواقع, وها نحن نُشير إلى شيء من ذلك بما أمكن من الإيجاز في هذه المقدمة فنقول:
١- إن كل من يقرأ العنوان المذكور لرسالته يتبادر إلى ذهنه أنه يعني الحديث المرفوع في العشرين وهو ضعيف اتفاقاً, فإذا قرأ صفحات من أولها, تبين له أنه يعني الأثر المروي من طريق يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة!
١ رواه الطبراني والضياء المقدسي في "المختارة" عن جندب وإسناده جيد. وأنظر "صحيح الترغيب" ١/٥٦/١٢٧.