للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَعَالَى: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ} (١) ولكن المنافقين استهموا النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

فِي شَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}

(٢) - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد الأصفهاني قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأصفهاني قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرازي قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عثمان قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَلَائِعَ، فَغَنِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَنِيمَةً وَقَسَّمَهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلَمْ يُقَسِّمْ لِلطَّلَائِعِ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَتِ الطَّلَائِعُ قَالُوا: قَسَّمَ الْفَيْءَ وَلَمْ يُقَسِّمْ لَنَا، فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قَالَ سَلَمَةُ: قَرَأَهَا الضَّحَّاكُ يُغَلَّ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الضَّحَّاكِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا وَقَعَ فِي يَدِهِ غَنَائِمُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ غَلَّهُ رَجُلٌ بِمَخِيطٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.

وَقَالَ قَتَادَةُ: نَزَلَتْ وَقَدْ غَلَّ طَوَائِفُ مِنْ أَصْحَابِهِ.

وَقَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ: نزلت حين ترك الرُّمَاةُ الْمَرْكَزَ يَوْمَ أُحُدٍ طَلَبًا لِلْغَنِيمَةِ، وَقَالُوا: نَخْشَى أَنْ يَقُولَ رسول الله صلى الله عيه وسلم: "مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ"، وَأَنْ لَا يُقَسِّمَ الْغَنَائِمَ كَمَا لَمْ يُقَسِّمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "ظَنَنْتُمْ أَنَّا نَغُلُّ وَلَا نُقَسِّمُ لَكُمْ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَة.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَشْرَافَ النَّاسِ اسْتَدْعَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَخْصُصَهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنَائِمِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.

(٣) - قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} الْآيَةَ {١٦٥} .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَفَرَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -


(١) سورة آل عمران: الآية ١١٢.
(٢) - حديث معضل - أي سقط من إسناده أكثر من راو متتابعين -.
(٣) - أخرجه الإمام أحمد (الفتح الرباني: ١٤/١٠٢ - ح: ٢٩٢) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير: ١/٤٢٤) من طريق سماك الحنفي عن ابن عباس به، وهو أطول من هذا السياق، وإسناده صحيح (انظر الفتح الرباني: ٢١/٣٣) وأصله في صحيح مسلم (٣/١٣٨٣ - ح: ١٧٦٣) وإسنادهم واحد، ويشهد له:
ما أخرجه ابن جرير (٤/١١٠) عن علي مرفوعا بمعناه، وإسناده صحيح وأصله في جامع الترمذي (٤/١٣٥ - ح: ١٥٦٧) وسنن النسائي (تفسير ابن كثير: ١/٤٢٥) ومصنف ابن أبي شيبة وتفسير ابن مردويه (فتح القدير: ١/٣٩٧) .

<<  <   >  >>