٥ بعد كتابة الملَك رزقه وأجله وذكر أو أنثى وشقي أو سعيد، لا تكون معرفة الذكورة والأنوثة من علم الغيب الذي يختصُّ الله تعالى به؛ لأنَّ الملَك قد علم ذلك، فيكون من الممكن معرفة كون الجنين ذكراً أو أنثى.
٦ أنَّ قدرَ الله سبق بكلِّ ما هو كائن، وأنَّ المعتبرَ في السعادة والشقاوة ما يكون عليه الإنسان عند الموت.
٧ أحوال الناس بالنسبة للبدايات والنهايات أربع:
الأولى: مَن بدايتُه حسنة، ونهايته حسنة.
الثانية: مَن كانت بدايتُه سيِّئة، ونهايتُه سيِّئة.
الثالثة: مَن كانت بدايتُه حسنة، ونهايته سيِّئة، كالذي نشأ على طاعة الله، وقبل الموت ارتدَّ عن الإسلام ومات على الردَّة.
الرابعة: مَن بدايتُه سيِّئة، ونهايتُه حسنة، كالسحرة الذين مع فرعون، الذين آمنوا بربِّ هارون وموسى، وكاليهودي الذي يخدم النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وعاده النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مرضه، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"الحمد لله الذي أنقذه من النار"، وهو في صحيح البخاري (١٣٥٦) .
والحالتان الأخيرتان دلَّ عليهما هذا الحديث.
٨ دلَّ الحديث على أنَّ الإنسانَ يعمل العملَ الذي فيه سعادته أو شقاوته بمشيئته وإرادته، وأنَّه بذلك لا يخرج عن مشيئة الله وإرادته، وهو مخيَّرٌ باعتبار أنَّه يعمل باختياره، ومسيَّرٌ بمعنى أنَّه لا يحصل منه شيء لم يشأه الله، وقد دلَّ على الأمرين ما جاء في هذا الحديث من أنَّه قبل