للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} . [القلم: ٥١] . أو حمة بضم الحاء اللدغة فقال سعيد: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع عن الله وعن رسوله ولم يتعد إلى غيره. ولكن هنا درجة أرفع من هذه الدرجة التي أنت فيها وهي درجة التوكل حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط" من التسعة إلى الثلاثة والنبي ومعه الرجل والرجلان، "والنبي وليس معه أحد" لمرارة الحق على النفوس إلا ما رحمه الله تعالى وهداه، قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} . "إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي" لكثرتهم "فقيل" لي "هذا موسى وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئاً وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرو هـ" بما قالوا "فقال: هم الذين لا يسترقون" أي يطلبون الرقية "ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} . وقال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} "فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم" ولم يقل: اجعلني منهم "فقال صلى الله عليه وسلم" إما بوحي أوحي إليه أو بإلهام ألهمه الله تعالى: "أنت منهم، ثم قام

<<  <   >  >>