للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوة إلا بالله؟ فتحقق أنه لا إله إلا الله ولما كان ليلة الدخول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه"، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها حباً وطلباً من الله هذه المرتبة العظيمة فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يُعطاها فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ " فقيل هو يشتكي عينيه فأرسل إليه فأتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع. قلت: وفي هذا أظهر دليل على أن المعطي المانع هو الله تعالى يعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله، وأيضاً دل على القدر لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى، وأيضاً دل على أنه لا إله إلا الله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بصق في عينيه ودعا الله له ولولا دعاء الله لما نفع غيره فأعطاه الراية قال: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال: "انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم". فذهب علي حتى نزل بساحتهم، خرج مرحب وهو يقول:

أنا الذي سمتني أمي مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب

فإذا الحروب أقبلت تَلَهَّب

فبرز علي بن أبي طالب يقول:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندره

فضرب مرحباً ففلق هامته وكان الفتح، ولما دنا علي بن أبي

<<  <   >  >>