للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويلبس إيمانه بشرك وكفر فيتصور منه فإذاً يكون كما قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} . [البقرة: ١٠٢] .

وروى أحمد عن رويفع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته" ١ قيل: إن الرجل في الجاهلية إذا أراد حرب ضِدِّ وقرْنِه ذلك من دون الله، وقيل: عقد لحيته أي: عالجها حتى تنعقد وتتجعد، من قولهم: جاء فلان عاقد عنقه إذا لواها، وقيل: إن الأعاجم كانت تفعل ذلك فنهوا عن التشبه بهم، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من عقد لحيته بأي مقصد كان "أو تقلد وتراً" كرر لزيادة تأكيد الحرمة والنهي "أو استنجى برجيع دابة" اختلف أهل العلم هل نهى عنه لنجاسته أو لأنه طعام دواب الجن، والصواب أنه لأجل أنه طعام لها لم في الحديث عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: لما قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنْهَ أمتك أن يستنجوا بعم أو روث أو حممة فإن الله جعل لنا فيها رزقاً، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أخرجه أصحاب السنن وهذا لفظ أبي داود٢. والحممة الفحمة، ولأن الرجيع الذي ورد في الحديث مطلق عام في كل رجيع من أنواع الدواب وليس كل رجيع نجساً، لأن رجيع ما يؤكل لحمه ليس بنجس بالأحاديث المتواترة على الأشهر "أو استنجى بعظم"


١ أخرجه أحمد (٤/١٠٨، ١٠٩) وأبو داود (٣٦) والنسائي (٨/١٣٥، ١٣٦) من حديث رويفع مرفوعاً.
٢ أخرجه أبو داود (٣٩) من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً، وله شاهد.

<<  <   >  >>