للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير أن عافيتك أولى لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو تحل بي عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك" ١.

ومن الدعاء الذي ليس في الكرب بل لجلب الفوائد قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضي فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" ٢.

قلت: في هذه الأدعية دلائل على الوحيد والرسالة:

الأول: قوله في دعاء الطائف: اللهم بمعنى يا الله حذفت حرف النداء وعوض عناه الميم المشددة، أقبل صلى الله عليه وسلم بقلبه وقالبه على الله في كشف الضر عنه لا غيره نبي ولا غير نبي ولا استغاث بغيره.

الثاني: قوله: إليك بكاف الخطاب التي على الوحدة والانفراد، أشكو بتقديم الجار والمجرور أعني إليك على الأمثل أعني أشكو لإفادة الحصر أي إليك أشكو لا غير لاتفاق النحويين تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والجار والمجرور حقهما التأخير.

الثالث: قوله: وأنت ربي أذعن بالعبودية وبربوبية الباري له وأنه العبد المدبر المقهور لا يقدر لنفسه نفعاً ولا ضراً من دونه.

الرابع: قوله: إلى من تكلني لعدم علمه بما يؤول أمرع صلى الله عليه وسلم إليه.

الخامس: قوله: ملكته أمري أذعن واعترف بأن ليس له من


١ أخرجه الطبراني في الدعاء (١٠٣٦) من طريق محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً. وأصله في البخاري ومسلم.
٢ تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>