مما كانوا يمنون به أي قلت للنفس أجيري أي طفي حال نوى والمشمولة المكروهة من الشمال فإنهم يكرهونها لما فيها من البرد وذهابها بالغيم الذي فيه الحيا والخصب. والطرق هو الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل واقتصر في الفائق على الوجه الأول، وأنشد قول لبيد:
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا ... زاجرات الطير ما الله صانع
والطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء وهو مصدر تطير طيرة مثل تخير خيرة ولم يجيء من المصادر غيرهما وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظبا وغيرهما وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير من جلب نفع أو دفع ضرن فلا يصدنهم مما يتوجهون إليه من المقاصد أو من سواء السبيل والصراط المستقيم ما يجدونه في صدورهم من الوهم.
قال ابن عباس: الخط يخط في الأرض كان نبي من الأنبياء يخط فيعرف بالفراسة بتوسط تلك الخطوط، قيل: هو إدريس، فمن وافق خطه في الصورة والحالة وهو قوة الخاط في الفراسة والعلم واعمل الموجبين لها فذاك مصيب، وذا محال، لأن خط ذاك النبي معجزة له ولذا قال صلى الله عليه وسلم:"من وافق خطه فذاك" على سبيل الزجر معناه لا يوافق أحد خط ذلك النبي لأنه معجزة، قال: والخط هو ما يخط الحازي بالحاء المهلمة والزاي المعجمة الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه ويقال للمنجم الحازي أيضاً لأنه ينظر في النجوم وأحكامها بظنه، والحازي هو الكاهن قال: والخط هو علم تركه الناس يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوناً فيقول: اقعد حتى أخط لك وبين يدي الحازي غلام له معه ميل ثم يأتي إلى أرض