قال محمد تقي الدين الهلالي عفا الله عنه: تضمن هذا الحديث الشريف ثلاث صفات لله عز وجل. أولها: إتيان الله تعالى. وثانيها: الصورة. وثالثهما: رؤيتهم له بأبصارهم، وقد غص بذلك نفاة الصفات المعطلة الجهمية وتخطفتهم شياطينهم فأخذوا يهرفون ويهذرون بأنواع من التأويلات الباطلة التي تضحك الثكلى وتكشف عن تمكن البدعة من قلوبهم وسريانها في عروقهم ودمائهم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبه البدعة بداء الكلب لا يترك عرقًا ومفصلًا إلا سرى فيه. والحق الذي عليه أهل السنة من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ومن تبعهم بإحسان الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله الله صلى الله عليه وسلم مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، فيقولون: إن لله وجهًا وعينين ويدين وقدمين وأصابع، وكذلك له صورة وعلم وسمع وبصر وغير ذلك من الصفات لا تشبه صفات الخلق. وهذا الذي نعتقده وندين الله به حتى نلقاه، إن شاء الله. ومن أراد أن يقف على تخبط المبتدعين وهذيانهم فلينظر شرح هذا الحديث في فتح الباري ج ١٣ ص ٢٢٧ وما بعدها. انتهى. ١ محمد بن المثنى أبو موسى. تهذيب الكمال ٧/ ورقة ٦٣٢. وفي الكنى